[b][size=12]يا رب .. من ذا الذى عاملك بصدقه ثم لم يربح ؟! من ذا الذى جاءك بكربه فلم يفرج؟! أى صدر صدر ببابك فلم يُشرح؟ أى عبد لاذ بجانبك فاشتهى أن يبرح؟
إلهي
ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله
وما أوضح الحق عند من هديته سبيله
يامن ألوذ به فيما أؤملـــــه ويامن أعوذ به مما أحاذره.
لايجبر النــاس عظماً أنت كاسره ولايهيضون عظماً أنت جابره.
يا معرضا عن ربه إلى من أعرضت؟ يا مشغولا بغيره بمن تعوضت ؟
شهد الفضيل بن عياض الموقف الأشرف فى عرفات فرفع رأسه إلى السماء وقد قبض على لحيته وهو يبكى بكاء الثكلى ويقول :
" واسوتاه منك وإن عفوت"
يا خجلة العبد من إحسان سيده *** يا خسارة القلب من ألطاف معناه
فكم أسأت وبالإحسان قابلنى *** واخجلتى واحيائى حين ألقاه
يا نفس كم بخفى اللطف عاملنى *** وكم رآنى على ما ليس يرضاه
يا نفس كم زلة زلت بها قدمى *** وما أقال عثارى إلا هو
يا نفس توبى إلى مولاك واجتهدى *** وصابرى فيه يقينا بلقياه
ما أصدق كلمات التائبين ..وما أحر دموعهم ..وما أعلى هممهم
ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الأسى والحرمان، وجدوا برد اليقين بعد مرارة الشك والعصيان
عاشوا حياة الأمن والاستتباب بعد مسيرة القلق والاضطراب
أما واللهِ لو علمَ الأنامُ ***لم خُلقو لما هجعوا و ناموا
لقدخُلقوا لأمرٍ لو رأته ***عيونُ قلوبهم تاهوا و هاموا
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشرٌ*** وتوبيخٌ و أهوالٌ عظامُ
ليومِ الحشرِقد عملت رجال*** صاموا من مخافِته وقاموا
و نحن إذا أُمِرنا أو ُنهينا*** كأهلِ الكهفِ أيقاظٌ نيامُ
لما احتضر الأسود بن يزيد بكى فقيل له :ما هذا الجذع ؟ قال: مالى لا أجزع ؟ ومن أحق منى بذلك ؟!
والله لو أوتيت المغفرة من الله عز وجل لأهمنى الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه ولا يزال مستحيا منه.
يا حسره العاصين عند معادهم *** هذا وإن قدموا على الجنات
لو لم يكن إلا الحياء من الذى *** ستر القبيح فيا لها من حسرات
فى مسند الإمام أحمد بسند ضعيف مرفوعا :" ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق ابن آدم والملائكه تستأذن أن تعاجله والرب يقول :دعوا عبدى فأنا أعلم به إذ أنشأته من الأرض، إن كان عبدكم فشأنكم به ،وإن كان عبدى فمنى وإلى
عبدى! وعزتى وجلالى إن أتانى ليلا قبلته وإن أتانى نهارا قبلته وإن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا وإن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا وإن أتانى يمشى هرولت إليه وإن استغفرنى غفرت له، وإن استقالنى أقلته وإن تاب إلى تبت عليه.
من أعظم منى جودا وكرما وأنا الجواد الكريم ؟ عبيدى يبيتون يبارزونى بالعظائم وأنا أكلؤهم فى مضاجعهم وأحرسم فى فرشهم.
من أقبل إلىّ تلقيته من بعيد ،ومن ترك لأجلى شيئا أعطيته فوق المزيد ،ومن تصرف بحولى وقوتى ألنت له الحديد، أهل ذكرى أهل مجالستى وأهل شكرى أهل أهل زيادتى وأهل طاعتى أهل كرامتى وأهل معصيتى لا أقنطهم من رحمتى وإن تابوا إلى فأنا أجيبهم وإن لم يتوبو فأنا طبيبهم أبتليهم بالمعاصى لأطّهرهم من العيوب "
واعجبا منك أراد إبليس خروجك من الجنة فطرده بسببك فتبعت المطرود وتركت الملك ..ومع هذا يناديك أقبل علىّ لئلا تطول الغيبة فتعظم الوحشة![/size][/b]