القرين هو الشيطان الموكَّل بكل إنسان لإغوائه وإضلاله ، وقد جاء ذكر ذلك في القرآن والسنَّة الصحيحة
ـــــــــ
القرين وقد جعله الله تعالى مع كلِّ أحدٍ من الناس وهو الذي يدفع صاحبه للشر والمعصية باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وقال الله تعالى : ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَان َفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ق/27-29
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه ، فإن أبى فليقاتلْه فإن معه القرين " رواه مسلم 506
وهذا القرين تارة يوسوس بالشر، ولذا جاء الأمر بالاستعاذة من شر وسوسته في سورة الناس: (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) الناس:3-6 وتارة ينسي الخير، قال سبحانه: (فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ) يوسف:42
وتارة يعدُ ويُمَنِّي، قال تعالى: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً) النساء:120وتارة يقذف في القلب الوسوسة المرعبة، قال سبحانه: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ) أل عمران:175
ان القرين ينمو مع الأنسان منذ بداية بلوغه وينتشر في أنحاء جسمه ليمكنه من السيطرة عليه وهناك القرين الطيب الذي يحاول أن يمد يد العون للأنسان الذي يرتبط به ومنه يتضح أن هناك صراع داخلي بين القرين الشرير والقرين الطيب
كيف تتخلص من قرينك الجني
التخلص من هذا التابع أو القرين الذي يظهر عليك فعليك بقراءة القرآن وخاصّة آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) ليلة الجن وهو مع جبريل وأنا معه فجعل النبي (صلَى الله عليه وسلَم) يقرأ وجعل العفريت يدنو ويزداد قرباً فقال جبريل للنبي (صلَى الله عليه وسلَم): ألا أعلمك كلمات تقولهن فيكب العفريت لوجهه وتطفىء شعلته؟
قل: أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن .فكب العفريت لوجهه وانطفأت شعلته أنظر عمل اليوم والليلة للإمام النسائي ص 530
وقال عليه الصلاة والسلام: " ...فإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان" والغيلان جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم ومعنى تغولت: تكونت في صور، ودفع أذاها يكون بالأذان
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والخلاصة :ـــــــــــــــــــ القرين حليف ابليس ومن ضعف ايمانه ضعفت ارادته وهمته ويصبح كما يمسي فريسة سهلة للقرين والشيطان ... ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...