من مفاخر العرب بلاغة الشعر وخصوصا شعر الحماسة وهذا مشهود للعرب عبر التاريخ وهم قبائل تتفاخر بما لها ونذكر هنا مدح الشاعر حسان بن ثابت لعشيرته عند عكاظ :ـــــــــــــــــــ
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضـحى
واسيافنا تقطر من نجدة دمـــــا
ولدنا بني العنقاء وابن محـــــرق
فاكرم بنا خــــــالا واكرم بنا عما
فقالت الخنساء:
ضعفت افتخارك وأبرزته في ثمانية مواضع.
قال:وكيف؟
قالت:قلت ((لنا الجفنات)) والجفنات ما دون العشر, فقللت العدد, ولو قلت ((الجفان)) لكان أكثر,
وقلت ((الغر)) والغرة البياض في الجبهة, ولو قلت ((البيض)) لكان أكثر اتساعاً,
وقلت ((يلمعن)) واللمع شيء يأتي بعد الشيء ولو قلت ((يشرقن)) لكان أكثر,لأن الإشراق أدوم من اللمعان,
وقلت ((بالضحى)) ولو قلت ((بالعشية)) لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً,
وقلت ((أسيافنا)) والأسياق دون العشر, ولو قلت ((سيوفنا)) كان أكثر,
وقلت ((يقطرن)) فدللت على قلة القتل, ولو قلت ((يجرين)) لكان أكثر, لانصباب الدم, وقلت ((دماً)) والدماء أكثر من الدم, وفخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك!
هكذا كان النقد الادبي الذي طرحته تماضر بنت عمرو السليمية (الخنساء) للشاعر الشهير حسان بن ثابت
نقدا للاصلاح الشعري وليس للتصيد والتشفي ..