الخيارات الصعبة في الجنوب تلوح بشبح الحرب في اليمن
أبن الجنوب
عضو متألق
البلـد/الاقامة :
مشاركات : 229
الانتساب : 30/03/2010
5/30/2010, 11:11 am
صدى عدن / جريدة النهار اللبنانيه / 30 / 05 / 2010
يصعب على متتبع لتفاعلات الأحداث في اليمن التكهن بما ستؤول أليه الأزمة العاصفة فيالمحافظات الجنوبية بعدما انتقلت تفاعلاتها من مربع النضال السلمي من أجل "تقريرالمصير وفك الارتباط" إلى دائرة العنف المسلح "لانتزاع الحقوق واستعادة دولةالجنوب"، وتحولت فيها المحافظات الجنوبية ساحة متوترة يلوح فيها شبح الحرب في ظلتطرف وأعمال عنف وانتشار عسكري لا سابق له.
وعلى رغم مبادرات التهدئة والاحتواءالجريئة التي أعلنها اخيراً الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، إلا أن العديد منالدوائر السياسية اليمنية رأت إن إقراره المتأخر بقضية الشركة الوطنية في الحكمودعوته القوى السياسية إلى حوار يفضي إلى تأليف حكومة وحدة وطنية لم يكن سوى فصلجديد من فصول الأزمة خصوصا بعدما تبلورت حركة الاحتجاجات الشعبية في المحافظاتالجنوبية إلى "حراك" سياسي واجتماعي يطالب بـ "فك الارتباط" واستعادة دولة الجنوبفي ظل خيارات مفتوحة لتحقيق الأهداف.
ورأى بعض القوى السياسية في المعارضةو"الحراك الجنوبي" أن المبادرة الرئاسية الأخيرة التي استهدفت بصورة مباشرة الدفعبتفاعلات الحراك" إلى مسارات أخرى، ليست بعيدة عن محاولة تفكيك خريطة التحالفاتالجنوبية التي صارت تمثل اليوم تهديداً حقيقياً لنظام الرئيس علي صالح من جهةولمستقبل الوحدة اليمنية التي تحققت بصورة سلمية وديموقراطية في آيار 1990 بينشريكي الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني وحزب المؤتمر الشعبي العام من جهةثانية.
وتحمّل الدوائر السياسية الرئيس اليمني مسؤولية الأوضاع التي تعيشهااليمن اليوم، وتشير في ذلك إلى أن إقصاء الحكم للحزب الاشتراكي اليمني من معادلةالشركة السياسية بعد حرب صيف 1994، أفضى في الواقع إلى إقصاء الجنوب من معادلةالشراكة الوطنية، في حين أن السياسات التي اعتمدتها صنعاء مدى 16 عاماً أعقبتالحرب الأهلية بغية انتاج نخب سياسية جنوبية بديلة، لم تنتج سوى مزيد من الشعوربالإقصاء لدى أطياف الشارع الجنوبي. وتعرضت خريطة التمثيل الجنوبي التي أنتجتهاتحالفات حرب صيف 1994 في العامين الأخيرين لهزات عنيفة، بعدما فضّل عدد من الشخصياتالتي تبوأت مناصب حكومية وقيادية في الوزارات والسلطات المحلية والسفارات الخارجيةالخروج من تحت مظلة الحكم والإنخراط ضمن قوى "الحراك الجنوبي" في الداخل أوالمعارضة اليمنية في الخارج. ناهيك عن أن صنعاء فقدت في هذه الفترة الكثير منالرموز السياسية والكيانات الاجتماعية والقبلية التي طالما قدمتها كمكون سياسي يمثلالجنوب بسبب تركيبة بنية النظام الشديدة المركزية والقائمة على شبكة مصالح وقرابةأخفقت إلى حد كبير في استيعاب شركاء من خارج دائرة النفوذ في حين كانت تعيد كل يومتوزيع السلطة في صورة كرست من الإقصاء للشركاء وحصرت المناصب في كيانات وشخصياتمعينة لدواع مختلفة. ويقول سياسيون يمنيون معارضون "إن إدارة الجنوب بعقليةالمنتصر بعد حرب صيف 1994 وموجات النهب المنظم التي تعرضت لها مؤسسات الدولة فيهوالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي في المحافظات الجنوبية وإحالة عشرات الآلافمن العاملين في مؤسسة الجيش والأمن على التقاعد وفرض حظر على الجنوبيين الالتحاقبالمؤسسة العسكرية، عزّز من شعور الجنوبيين بالإقصاء والتهميش بعدما كانوا شركاءأساسيين في صنع منجز الوحدة.
وإلى ذلك، استخدمت صنعاء في الفترة الماضية نبرةالوعيد والتهديد والعنف المسلح، كما استخدمت الجيش لقمع حركة الاحتجاجات وحاولتإيقاظ إرث الصراعات السياسية والقبلية في المحافظات الجنوبية كما حاولت تفخيخالمحافظات الجنوبية بخلايا تنظيم "القاعدة" ومطاردة القيادات السياسية المعارضة فيالخارج وفتح ملفات التهم الجنائية بحقهم لاعتقالهم عبر الإنتربول الدولي في إطارمحاولاتها احتواء التداعيات.
توسع أفقي
قياساً بذلك استطاعت قوى "الحراك الجنوبي" وهو تعبير عن تحالف شعبي ظهر قبل سنتين، وضم جمعيات للعسكريينوالمدنيين الجنوبيين الموقوفين عن العمل والمحالين على التقاعد منذ الحرب الأهلية،إلى اتحادات شبابية وكيانات شعبية وقبلية أستطاعت التوسع أفقيا باستقطاب كل مكوناتوفئات الشارع الجنوبي الساخط في وقت قياسي للغاية. فإلى سياسيين وديبلوماسيينوأعضاء في البرلمان اليمني ومسؤولين سابقين رفع الجميع شعار "النضال السلمي لتحقيقمطالب الجنوبيين في تقرير المصير وفك الارتباط" في إشارة إلى عقد الوحدة بين شطرياليمن الذي وقعه قادة الشطرين عام 1990، ويقول هؤلاء أنه إنتهى بإعلان "النظام فيالشمال الحرب على الجنوب وابتلاعه بعد 7 تموز 1994 يوم إعلان صنعاء انتهاء الحرببعد دخول القوات الشمالية إلى عدن وفرار القيادات الجنوبية إلى الخارجكلاجئين".
وعلى رغم صعوبة الطريق الذي اختارته قوى "الحراك" بترك مطالب إلاصلاحالسياسي لتبني مطالب متطرفة على شاكلة "فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب مع وجودكثير من المعارضين لهذه التوجهات في الداخل والخارج إلا أنها استطاعت تطويع حالةالشعور بالسخط لدى الناس وجعله رافعة لـ "الحراك" الذي صار اليوم يدير الشارعالجنوبي باقتدار. ومع ذلك بدت قوى "الحراك" في الآونة الأخيرة أكثر تنظيماًبعدما صارت لها قيادة تديرها من الخارج، كما شكلت عودة بث قناة عدن الفضائية عبرالقمر الاصطناعي "نايل سات" بعدما كانت صنعاء أقفلتها شهوراً محطة تحوّل مهمة لقوى "الحراك في الداخل والخارج، وصارت اليوم تضطلع بدور مؤثر في تعبئة الشارع ولملمةصفوفه والتحكم في مساراته. وقياساً بذلك أخفقت صنعاء كثيراً في احتواء توسعدائرة "الحراك" على رغم أنها أنفقت أموالا كبيرة للغاية للتأثير في مواقف الوجاهاتالاجتماعية والشخصيات الجنوبية ذات النفوذ كان الحراك يواصل كسب المزيد من التأييدالشعبي.
وساهم تصالح عدد من الكيانات السياسية والقبلية ذات السجل الصراعيالقديم في الجنوب إلى تجاوز هذه القوى إرثها القديم خصوصاً بعد إعلانها نائب الرئيساليمني السابق علي سالم البيض قائدا لـ "مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية" الذيظهر بدوره بخطاب سياسي استوعب إلى حد كبير تجارب الماضي في جنوب اليمن سابقاً، وركزأكثر على لملمة حال التشظي الذي خلّفته الصراعات القديمة التي كانت بحسب زعم هؤلاءسبباً في إبتلاع الشمال للجنوب. وزاد من ذلك أن تفاعلات الداخل الجنوبي تزامنتمع حراك سياسي نشط لقادة المعارضة في الخارج، التي لم تترك مناسبة عربية أو دوليةإلاّ وكانت حاضرة فيها بخطاب سياسي جديد، ناهيك عن نشاطها في تفنيد الحملاتالسياسية والإعلامية للحكم في صنعاء.
فرص ضائعة
ثمة من يرى أن صنعاءاستنفدت كل أدواتها في احتواء التفاعلات الحاصلة في الشارع الجنوبي من طريق شراءالولايات وتوزيع المناصب وإيجاد كيانات وشخصيات سياسية هشة تمثل الجنوب في بنيةالنظام كما فشلت في احتواء حركة الاحتجاجات بالقوة المسلحة بعدما صارت هذهالاحتجاجات خبزا يوميا لجنوب بدا موحداً أكثر من أي وقت مضى. وقياساً بذلك ايضاًلم تجد المبادرات التي عبر عنها مسؤولون كبار في أن حل الأزمة الجنوبية لن يكونإلا بالحكم المحلي الكامل الصلاحيات باعتبار أن الفيديرالية مستفزة للنظام في صنعاءإلا أن هذه المبادرات وئدت في المهد وصار أصحابها يسوّقون تالياً فكرة أن الحكمالمحلي كامل الصلاحيات لا يفرق سوى شعرة عن الفيديرالية التي تعني عودةالتشطير. وتؤكد دوائر سياسية إن صنعاء استغرقت الكثير من الوقت للاعتراف بوجودأزمة في المحافظات الجنوبية عندما أقر الرئيس علي صالح وبعض أركان النظام بحصولأخطاء في الجنوب منذ اندلاع الحرب وآخرها اعتراف الرئيس بالآثار التي خلفتها حربصيف 1994 لكنه اعتراف بدا متأخراً كثيراً.
وطبقا لخبراء دوليون زاروا اليمناخيرا، سنحت للرئيس فرصاً كثيرة لمعالجة المطالب المطروحة من الجنوبيين منذ بدايةالأزمة، والمتمثلة بالخدمات والوظائف وحكم القانون، وقدر من الحكم الذاتي لمناطقالبلاد، "إلا أن علي صالح فشل مراراً في معالجة المظالم الجنوبية بشكل كافٍ، وبدلاًمن ذلك فضل المضي في طريق الاحتواء والاستقطاب والقمع، وتقديم تنازلات غير كافيةساهمت فقط في إثارة معارضة أكبر".
مناطق ملتهبة
رغم كل التطمينات التيتعلنها الحكومة اليمنية حيال التداعيات الحاصلة في المحافظات الجنوبية ومحاولتهاترميم الجروح الحاصلة وتطبيق أحكام القانون في كثير من القضايا، إلاّ أن المشهد علىالأرض في بعض المناطق الجنوبية يبدو مخيفاً للغاية.
وثمة العديد من المناطقيسيطر عليها المسلحون ممن يسمون أنفسهم "كتائب المقاومة الجنوبية" وثمة أرتال منقوات الجيش تحاصر هذه المناطق وسط حال توتر حاد ومواجهات تخلف يوميا العديد منالضحايا من الجنود والمدنيين.
أما الهجمات المسلحة التي استهدفت مواكب رسمية فيبعض المناطق الجنوبية التي حاولت صنعاء اختبار مدى الحالة الأمنية فيها، وآخرهاالهجوم على الموكب الذي كان يعتقد أنه ينقل الرئيس علي صالح فشكلت نقطة تحول كارثيةفي معادلة الاحتجاجات الجنوبية إذ تحولت هذه المناطق إلى ثكن عسكرية وسط هجماتمتبادلة من المسلحين والجيش. وتقف مناطق مثل ردفان والضالع وأبين، في فوهةالمدفع حيث تتوقع السلطات المحلية التي شرعت في نشر المئات من دوريات الجيش المعززةبالسلاح الثقيل أن تندلع شرارة العنف المسلح من هذه المناطق
ومنذ أسابيع تحاصردوريات الجيش مناطق جنوبية عدة بدعوى وجود مسلحين خارجين عن القانون، كما تخضعالسيارات والآليات لعمليات تفتيش صارمة بعدما أخفقت جهود لجنة الوساطة الرئاسية فياحتواء التداعيات بعد رفض المسلحين المسيطرين عليها هناك الانسحاب مقابل السماحبتسليم تلك المناطق للسلطات المحلية.
صنعاء - من ابوبكر عبدالله
أحساس
عضو ملكي
البلـد/الاقامة :
مشاركات : 5940
الانتساب : 19/04/2010
6/6/2010, 11:31 pm
ألف شكرعلى الخبر
أعـ النـ ـزـاس
إداري
البلـد/الاقامة :
مشاركات : 10156
الانتساب : 09/04/2010
6/7/2010, 12:43 am
رياح الشوق ينطيك الف عاااااااافيه
الخيارات الصعبة في الجنوب تلوح بشبح الحرب في اليمن