الترحيل القسري
نقدم اليكم صفحة من نحيب الصحراء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتظ السجن بجموع المعتقلين ،يقع هذا السجن في جادب امام مغارة خيليت ، وكان لابد من ترحيلهم الى العاصمة الغيظة، الثامنة مساء 23/6/1972 نودي باسماء السجناء تباعا ، تربط ايدهم بالحبال الخشنة ويدفعون على متن الشاحنة العسكرية66 روسية الصنع ،وباكتمال العدد شق صوت محرك تلك الشاحنة البائسة سكون ليل جادب وعلى بعد كيلومترين فقط عند طرف رهن تم انزال السجناء من الشاحنة لان الطريق لم تك سالكة بعد، خطب مسؤل استخباراتي سريعا ابشروا بالموت، رد عليه احد السجناء نحن لانخاف الموت ولاتهددنا به فاسرها المسؤل في نفسه ( وفيما بعد اعدم ذلك السجين )

انطلق الموكب الراجل بواقع كل سجين خلفه عسكري مجهز بندقيته الكلاشنكوف، الطريق وعرة منعطفات ومنحدرات صعودا ونزولا وفي ظلام دامس ، والسجناء فيهم كبار السن لم يحترم سنهم، عند الثانية فجرا من 24/6/1972 وصلوا الى مرتفع نتخ وكانت استراحة قليلة سرعان ما انبلج الفجر لتستمر المسيرة وعند الثانية عشرة ظهرا كانت استراحة اخرى في وادي غريوت قدم لهم التمر والماء وهم مقيدون وتحت حراسات مشددة ،في الواحدة والنصف واصلوا السير في متعرجات صليموت الشديدة الوعورة حتى اجتازوا دمقوت عند الخامسة قبيل المغرب وكانت استراحة قصيرة قدم لهم ماء من مستنقع دمقوت واستمروا بالسير القسري حتى الثامنة مساء اعتلوا جبل طفطيف وقدم لهم العشاء المتواضع واكلوا وجبتهم غير الاختيارية وهم مقيدو الايدي ولكم تخيل ان يتناول الانسان الاكل بايد مغلولة ،وفي هذا المكان كانت السيارة الشاحنة قد جهزت ودفع السجناء الي الشاحنة لان الطريق نافذ هنا الى الغيظة، تعربد السائق بالشاحنة على طريق بالكاد يسمى طريق وكانت تترنح وبسرعة هائلة دون مراعاة السجناء الركاب الذين يرتطمون ببعظهم جراء عربدة الشاحنة اضف الى سحب الغبار الذي تحدثه اطارات الشاحنة حتى اختفت ملامح السجناء وقتها، وعند الفجر 25/6/1972 وصلوا الى سجن هولم بالغيظة وتم سجنهم في غريفات هذا السجن.... وخلال مدة الرحلة كما بينا لم يسمح للسجناء بالصلاة .
_________________________ مذكرات نحيب الصحراء